قطب الدين النيسابوري أهم رواة الحديث الشريف - موقع الدكتور علي الربيعي الرسمي

لقد أنعم الله علينا العديد من الأئمة والفقهاء الذين أناروا حياة المسلمين بما قدموه من علم غزير، كما جاء علي أمتنا الإسلامية أيضاً الكثير من المحدثين الذين رووا الحديث النبوي الشريف فكونوا سلسلة متصلة الحلقات فنقلوا الحديث على مر حياتهم واستفاد بها أيضاً ممن جاء بعدهم من العلماء، ويعتبر قطب الدين النيسابوري واحداً من أبرز هؤلاء المحدثين الذي أنعم الله عليهم بالعلم فأفاد به غيره علي مر حياته، وخلال هذه المقالة سنتعرف علي شخصية قطب الدين النيسابوري بشئ من التفصيل.

قطب الدين النيسابوري ونسبه

هو الإمام والعلامة والفقيه والمفسر و شيخ الشافعية قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود الطريثيثي النيسابوري كان واحداً من أبرز محدثي نيسابور ومن أكثرهم علماً فقد روي خلال مسيرته الحياتية الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.

مولده ونشأته

ولد قطب الدين النيسابوري في شهر رجب سنة 505 ه بدمشق، عاش بدمشق ونشأ فيها فنشأ نشأة إسلامية خالصة، فاهتم أبيه بتعليمه منذ حداثته فنشأ علي العلوم الدينية منذ حداثته فحفظ قطب الدين القرآن الكريم منذ صغره ودرس تفسيره فعرف مقاصده السامية ومعانيه، كما درس أيضاً الفقه فجالس الكثير من الفقهاء والمحدثين منذ صغرة وأخذ عنهم علم الفقه.

فكان قطب الدين من الطلاب الذين يحبون دراسة الدين وتدبره فكان منذ صغره طالباً إسلامياً شاملاً وعاش في دمشق وبغداد والذين كانا منارة للعلوم الإسلامية حينها، كما تفقه في مرو وسمع فيها عن كثير من الأئمة والمحدثين وتأدب وتفقه على يد أبيه، وتقدم، وأفتى، وبرع، ووعظ في أيام دراسته وسماعه عن مشايخه.

كما درس قطب الدين النيسابوري بنظامية نيسابور، وأصبح من كبار المناظرين والفقهاء، وحصل علي رتبة الإمامة وهو صغيرا، وبعد ذلك قدم قطب الدين النيسابوري إلي بغداد في عام 538، فناظر و وعظ في بغداد، ثم سكن قطب الدين النيسابوري دمشق، و رأى أبا نصر القشيري وأخذ عنه الكثير من عالم في حداثتة.

وكان قطب الدين النسياسبوري واحداً من أصحاب الفنون، فأقبلو عليه العلماء بدمشق وذلك في أيام حكم أبي الفتح المصيصي، كما درس قطب الدين النياسبوري بالمجاهدية، و ولي تدريس الغزالية بعده وعندما توفي أبو الفتح انفصل قطب الدين وسافر إلى حلب ودرس في المدرستين اللتين أنشأهما أسد الدين ونور الدين.

وبعد ذلك سار قطب الدين إلى همذان، ودرس مدة بها، وبعد ذلك رجع قطب الدين إلى دمشق ثانية ، ودرس بالغزالية ثانيا ، وكان حسن الخلق قليل التصنع، وبعد ذلك سار رسولا إلي بغداد.

علم قطب الدين النيسابوري

تعلم قطب الدين النيسابوري العلم منذ حداثته فكان واحداً ممن شملوا العلوم الدينية وتوسعوا في دراستها، فكان بداية محطته العلمية في حفظ القرآن الكريم ودراسة تفسيره، كما كان أيضاً مما درسوا التفسير فتدبروا خلاله معاني القرآ الكريم كما كان ممن درسوا الفقه، أما الحديث النبوي الشريف فكان ذروة تعلمه إذ حفظ الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة خلال مسيرة حياته ورواها عن كثير من العلماء، فكان قطب الدين إماماً منذ حداثته.

إنجازاته في الإسلام

لقطب الدين النيسابوري العديد من الإنجازات في خدمة الدين الإسلامي حيث تتلخص هذه الإنجازات فيما رواه من حديث نبوي شريف خلال مسيرته الحياتيه كما علم الكثير من تلاميذه العلم فكان واحداً من الشيوخ الأجلاء الذين قاموا بتنشئة جيلاً من المحدثين.

أقوال العلماء في قطب الدين النيسابوري

قال عنه ابن عساكر : لقد كان أبوه من بلدة طريثيث، ولقد كان يقرأ الأدب، فوعظ في المسلمين وقدم الكثير للإسلام، وكان له قبول، كما كان قطب الدين حسن النظر وكان أيضاً مواظبا على التدريس، و تفرد أيضاً برئاسة أصحاب الشافعي
وقال فيه ابن النجار : لقد قدم قطب الدين إلي بغداد رسولا، وتزوج ابنة أبي الفتوح الإسفراييني
وقال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء: لقد كان فصيحا، فقيها، خلافيا، مفوها، مفسراً ولقد درس بالجاروخية أيضاً وقيل أيضاً: لقد وعظ قطب الدين النيسابوري بدمشق، ولقد طلب أيضاً من الملك نور الدين أن يحضر مجلسه، وحين حضره فأخذ يعظه وكان ويناديه بإسمه: ” يا محمود “، وذلك كما كان يفعل شيخ الحنفية البرهان البلخي، فطلع وأمره أن لا يناديه مرة أخري باسمه ، فقيل للملك فيما بعد: إن البرهان إذا قال: يا محمود فإن شعري يقف هيبة، و كان يرق له قلبي، و إذا قال، ضاق صدري، وقسا قلبي وقد حكى هذه سبط ابن الجوزي هذه الحكاية وقال أيضاً فيه: لقد كان القطب غريق في بحار الدنيا والعلم